فصل: فائدة في كيفية مجيء إبليس إلي آدم وحواء عليهما السلام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفخر:

فائدة: التحذير من المعاصي:
اعلم أن في هذه الآيات تحذيرًا عظيمًا عن كل المعاصي من وجوه:
أحدها: أن من تصور ما جرى على آدم عليه السلام بسبب إقدامه على هذه الزلة الصغيرة، كان على وجل شديد من المعاصي، قال الشاعر:
يا ناظرًا يرنو بعيني راقد ** ومشاهدًا للأمر غير مشاهد

تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ** درك الجنان ونيل فوز العابد

أنسيت أن الله أخرج آدما ** منها إلى الدنيا بذنب واحد

وعن فتح الموصلي أنه قال: كنا قومًا من أهل الجنة فسبانا إبليس إلى الدنيا، فليس لنا إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي أخرجنا منها.
وثانيها: التحذير عن الاستكبار والحسد والحرص، عن قتادة في قوله تعالى: {أبى واستكبر} [البقرة: 34]، قال حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة فقال: أنا ناري وهذا طيني ثم ألقى الحرص في قلب آدم حتى حمله على ارتكاب المنهي عنه ثم ألقى الحسد في قلب قابيل حتى قتل هابيل.
وثالثها: أنه سبحانه وتعالى بين العداوة الشديدة بين ذرية آدم وإبليس، وهذا تنبيه عظيم على وجوب الحذر. اهـ.

.فائدة في كيفية مجيء إبليس إلي آدم وحواء عليهما السلام:

قال في الميزان:
وأما كيفية مجئ إبليس إليهما، وما اتخذه فيه من الوسيلة فالصحاح والمعتبرة من الروايات خالية عن بيانها.
وفي بعض الأخبار ذكر الحية والطاووس عونين لإبليس في إغوائه إياهما لكنها غير معتبرة، أضربنا عن ذكرها وكأنها من الاخبار الدخيلة، والقصة مأخوذه من التوراة وهاك لفظ التوراة في القصة بعينه: قال في الفصل الثاني من السفر الأول وهو سفر الخليقة: وإن الله خلق آدم ترابا من الأرض، نفخ في انفه الحيات، فصار آدم نفسا ناطقا، وغرس الله جنانا في عدن شرقيا، وصير هناك آدم الذي خلقه، وأنبت الله من الأرض كل شجرة، حسن منظرها وطيب مأكلها، وشجرة الحياة في وسط الجنان، وشجرة معرفة الخير والشر، وجعل نهرا يخرج من عدن ليسقى الجنان، ومن ثم يفترق فيصير أربعة أرؤس، إسم أحدها النيل، وهو المحيط بجميع بلد ذويلة الذي فيه الذهب، وذهب ذلك البلد جيد، ثم اللؤلؤ وحجارة البلور، وإسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع بلد الحبشة، وإسم النهر الثالث دجلة، وهو يسير في شرقي الموصل، واسم النهر الرابع هو الفرات، فأخذ الله آدم وأنزله في جنان عدن ليفلحه وليحفظه وأمر الله آدم قائلا: من جميع شجر الجنان جايز لك أن تأكل، ومن شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل، فإنك في يوم أكلك منها تستحق أن تموت، وقال الله لا خير في بقاء آدم وحده، اصنع له عونا حذاه، فحشر الله من الأرض جميع وحش الصحراء وطير السماء وأتى بها إلى آدم ليريه ما يسميها، فكل ما سمى آدم من نفس حية بإسم هو إسمه إلى الآن.
فأسمي آدم أسماء لجميع البهائم وطير السماء وجميع وحش الصحراء ولم يجد آدم عونا حذاه، فأوقع سباتا على آدم لئلا يحس فنام، فاستل إحدى أضلاعه وسد مكانها اللحم، وبنى الله الضلع التي أخذ إمرأة، فأتى بها إلى آدم، وقال آدم هذه المرة شاهدت عظما من عظامي، ولحما من لحمى، وينبغي أن تسمى إمرأة لأنها من أمري أخذت، ولذلك يترك الرجل أباه وامه ويلزم زوجته، فيصيران كجسد واحد.
وكانا جميعا عريانين آدم وزوجته ولا يحتشمان من ذلك.
الفصل الثالث: والثعبان صار حكيما من جميع حيوان الصحراء الذي خلقه الله فقال للمرأة أيقينا قال الله لا تأكلا من جميع شجر الجنان؟ قالت المرأة للثعبان من ثمر شجر الجنان نأكل، لكن من ثمر الشجرة التي في وسطه قال الله لا تأكلا منه، ولا تدنوا به كي لا تموتا، قال لهما لستما تموتان، أن الله عالم انكما في يوم أكلكما منه تنفتح عيونكما وتصيران كالملائكة عارفي الخير والشر بزيادة، فلما رأت المرأة أن الشجرة طيبة المأكل شهية المنظر، منى للعقل، أخذت من ثمرها فأكلت، وأعطت بعلها فأكل معها، فانفتحت عيونهما فعلما أنهما عريانان فخيطا من ورق التين ما صنعا منه مأزر، فسمعا صوت الله مارا في الجنان برفق في حركة النهار، فأستخبأ آدم وزوجته من قبل صوت الله خباء فيما بين شجر الجنان، فنادى الله آدم، وقال له مقررا: أين أنت؟ قال: إني سمعت صوتك في الجنان فإتقيت إذ أنا عريان فإستخبأت، قال: من أخبرك إنك عريان؟ أمن الشجرة التي نهيتك عن الاكل منها أكلت؟ قال آدم المرأة التي جعلتها معي أعطتني من الشجرة فأكلت، قال الله للمرأة: ماذا صنعت؟ قالت: الثعبان أغراني فأكلت، قال الله للثعبان: إذ صنعت هذا بعلم فأنت ملعون من جميع البهائم وجميع وحش الصحراء وعلى صدرك تسلك وترابا تأكل طول أيام حياتك، واجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، وهو يشدخ منك الرأس وأنت تلذعه في العقب، وقال للمرأة: لأكثرن مشقتك وحملك، وبمشقة تلدين الأولاد، وإلى بعلك يكون قيادك، وهو يتسلط عليك.
وقال لآدم: إذ قبلت قول زوجتك فأكلت من الشجرة التي نهيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك بمشقة تأكل منها طول حياتك، وشوكا ودردرا تنبت لك، وتأكل عشب الصحراء، بعرق وجهك تأكل الطعام إلى حين رجوعك إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى التراب ترجع، وسمى آدم زوجته حواء لأنها كانت ام كل حي ناطق، وصنع الله لآدم وزوجته ثياب بدن والبسهما، ثم قال الله، هو ذا آدم قد صار كواحد منا يعرف معرفة الخير والشر، والآن فيجب أن يخرج من الجنان لئلا يمديده فيأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل فيحيي إلى الدهر، فطرده الله من جنان عدن ليفلح الأرض التي أخذ منها، ولما طرد آدم أسكن من شرقي جنان عدن الملائكة، ولمع سيف متقلب ليحفظوا طريق شجرة الحيواة. انتهى الفصل من التوراة العربية المطبوعة سنة 1811 ميلادية، وانت بتطبيق القصة من الطريقين أعني طريقي القرآن والتوراة ثم التأمل في الروايات الواردة من طريقي العامة والخاصة تعثر بحقائق من الحال غير أنا أضربنا عن الغور في بيانها والبحث عنها لأن الكتاب غير موضوع لذلك. اهـ.

.فائدة في عود الضمير في قوله تعالى: {عَنْهَا}:

قال الثعالبي معقبا على ابن عطية:
والضمير في {عَنْهَا} يعود على الجنة، وهنا محذوفٌ يدلُّ عليه الظاهر تقديره: فَأَكَلاَ مِنَ الشَّجَرَةِ. وقوله تعالى: {فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} قيل: معناه: مِنْ نعمة الجنَّةِ إلى شقاء الدنيا، وقيل: من رفعة المنزلةِ إلى سُفْل مكانة الذنب.
ت: وفي هذا القول ما فيه، بل الصوابُ ما أشار إليه صاحب التَّنْوِيرِ؛ بأن إخراج آدَم لم يكن إهانة له، بل لما سبق في علمه سبحانه من إكرام آدم وجعله في الأرض خليفةً، هو وأخيارَ ذرّيته، قائمين فيها بما يجبُ للَّه من عبادتِهِ. اهـ.

.من فوائد ابن عطية في الآية:

قال رحمه الله:
قال أبو علي: {فأزلهما} يحتمل تأويلين، أحدهما، كسبهما الزلة، والآخر أن يكون من زل إذا عثر.
وقرأ حمزة: {فأزالهما} مأخوذ من الزوال، كأنه المزيل لما كان إغواؤه مؤديًا إلى الزوال. وهي قراءة الحسن وأبي رجاء، ولا خلاف بين العلماء أن إبليس اللعين هو متولي إغواء آدم. واختلف في الكيفية، فقال ابن عباس وابن مسعود وجمهور العلماء: أغواهما مشافهة، ودليل ذلك قوله تعالى: {وقاسمهما} والمقاسمة ظاهرها المشافهة.
وقال بعضهم: إن إبليس لما دخل إلى آدم كلمه في حاله، فقال: يا آدم ما أحسن هذا لو أن خلدًا كان، فوجد إبليس السبيل إلى إغوائه، فقال: هل أدلك على شجرة الخلد؟
وقال بعضهم: دخل الجنة في فم الحية وهي ذات أربع كالبختية، بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان فلم تدخله إلا الحية، فخرج إلى حواء وأخذ شيئًا من الشجرة، وقال: انظري ما أحسن هذا فأغواها حتى أكلت، ثم أغوى آدم، وقالت له حواء: كل فإني قد أكلت فلم يضرني فأكل فبدت لهما سوءاتهما، وحصلا في حكم الذنب، ولعنت الحية وردت قوائمها في جوفها، وجعلت العداوة بينها وبين بني آدم، وقيل لحواء: كما أدميت الشجرة فكذلك يصيبك الدم في كل شهر، وكذلك تحملين كرهًا، وتضعين كرهًا، تشرفين به على الموت مرارًا. زاد الطبري والنقاش: وتكونين سفيهة، وقد كنت حليمة.
وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنة إلى آدم بعد أن أخرج منها، وإنما أغوى آدم بشيطانه وسلطانه ووساوسه التي أعطاه الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم}.
والضمير في {عنها} عائد على {الشجرة} في قراءة من قرأ: {أزلهما} ويحتمل أن يعود على {الجنة} فأما من قرأ: {أزالهما} فإنه يعود على {الجنة} فقط، وهنا محذوف يدل عليه الظاهر، تقديره فأكلا من الشجرة.
وقال قوم: أكلا من غير التي أشير إليها فلم يتأولا النهي واقعًا على جميع جنسها.
وقال آخرون: تأولا النهي على الندب.
وقال ابن المسيب: إنما أكل آدم بعد أن سقته حواء الخمر فكان في غير عقله.
وقوله تعالى: {فأخرجهما مما كانا فيه} يحتمل وجوهًا، فقيل أخرجهما من الطاعة إلى المعصية. وقيل: من نعمة الجنة إلى شقاء الدنيا. وقيل: من رفعة المنزلة إلى سفل مكانة الذنب.
قال القاضي أبو محمد: وهذا كله يتقارب.
وقرأ أبو حيوة: {اهبُطوا} بضم الباء.
ويفعُل كثير في غير المتعدي وهبط غير متعدٍّ. والهبوط النزول من علو إلى أسفل.
واختلف من المخاطب بالهبوط، فقال السدي وغيره: آدم وحواء وإبليس والحية.
وقال الحسن: آدم وحواء والوسوسة.
قال غيره: والحية لأن إبليس قد كان أهبط قبل عند معصيته.
و{بعضكم لبعض عدو} جملة في موضع الحال، وإفراد لفظ {عدو} من حيث لفظ {بعض} وبعض وكل تجري مجرى الواحد، ومن حيث لفظة {عدو} تقع للواحد، والجمع، قال الله تعالى: {هم العدو فاحذرهم} [المنافقون: 4] {ولكم في الأرض مستقر} أي موضع استقرار قاله أبو العالية وابن زيد.
وقال السدي: المراد الاستقرار في القبور، والمتاع ما يستمتع به من أكل ولبس وحياة، وحديث، وأنس، وغير ذلك.
وأنشد سليمان بن عبد الملك حين وقف على قبر ابنه أيوب إثر دفنه: الطويل:
وقفتُ على قبرٍ غريب بقفرة ** متاع قليل من حبيب مفارق

واختلف المتأولون في الحين هاهنا فقالت فرقة: إلى الموت، وهذا قول من يقول المستقر هو المقام في الدنيا، وقالت فرقة: {إلى حين} إلى يوم القيامة، وهذا قول من يقول: المستقر هو في القبور. ويترتب أيضًا على أن المستقر في الدنيا أن يراد بقوله: {ولكم} أي لأنواعكم في الدنيا استقرار ومتاع قرنًا بعد قرن إلى يوم القيامة، والحين المدة الطويلة من الدهر، أقصرها في الأيمان والالتزامات سنة.
قال الله تعالى: {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} [إبراهيم: 25] وقد قيل: أقصرها ستة أشهر، لأن من النخل ما يثمر في كل ستة أشهر، وقد يستعمل الحين في المحاورات في القليل من الزمن.
وفي قوله تعالى: {إلى حين} فائدة لآدم عليه السلام، ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها، وهي لغير آدم دالة على المعاد.
وروي أن آدم نزل على جبل من جبال سرنديب وأن حواء نزلت بجدة، وأن الحية نزلت بأصبهان، وقيل بميسان، وأن إبليس نزل على الأبلة. اهـ.

.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا}.
أي فسكنا، وأكلا حيث شَاءَا، فأَزَلَّهُمَا، فسَّرُوهُ بأمرين إما أوقعهما في الزلَّة والإثم فالضمير في {عنها} للجنة، أو للشجرة فهو معنوي، وإما حسي من الزوال فالضمير في {عنها} للجنّة.
وقرأ حمزة، فَأَزَلَّهُمَا وهو نص في الزوال الحسي فتكون مرجّحة لإرادته في القراءة الأولى.
قال ابن عطية: لما دخل إبليس لآدم سأله عن حاله فقال له: ما أحسن هذا لو أن خلدا كان فوجد به السبيل إلى إغوائه.
قال ابن عرفة: هذا إلهام للنطق بما وقع في الوجود حيث قال إبليس {هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلد} كما قال يعقوب عليه السلام لبنيه {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذئب وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} فقالوا له: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذئب} وكما قال الشاعر:
احفظ لسانك أن تقول فتبتلى ** إنّ البلاء موكل بالمنطق

وأكله من الشجرة إما لظنه أنّ النهي للكراهة أو المنهي عنها شجرة واحدة بالشخص وهذه من نوعها فقط.
زاد ابن عطية: إن حواء سقته الخمر فأكل في حال السكر.
قيل لابن عرفة: خمر الجنة لا يسكر فقال: إن تلك الجنة التي من دخلها يؤمّن من الخروج منها ولعلّ هذه إذ ذاك كان خمرها مسكرا.
قلت: أو كان الخمر من غيرها وأدخل فسقي منها قال: ومذهب مالك أنّ جميع ما يصدر عن السّكران من طلاق وقذف وقتل وزنا وسرقة كلّه يلزمه ويؤاخذ به وهي أول مسألة في العتبية من النكاح الأول.
قيل له: إنما هذا اللزوم بعد تحريم الخمر وقد كانت حينئذ حلالا فيعذر شاربها؟
فقال: حفظ العقول من الكليات الخمس التي اتفقت جميع الملل عليها فالسّكر حرام وإنما يجوز فيها ما لا يسكر.
قوله تعالى: {وَقُلْنَا اهبطوا}.
الأنسب أن يكون الخطاب بواسطة وهو الأغلب فيمن يواقع الأمر المرجوح.
قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}.
ابن عطية: هو في موضع الحال فألزمه أبو حيان أن تكون العداوة مأمورا بها لأن الحال داخله في الأمر.
وأجاب ابن عرفة: بأن ذلك حيث يكون الحال غير واقعة حين الخطاب بالأمر إلا إذا كانت واقعة فالأمر بها تحصيل الحاصل كقولك: وزيد ضاحك.
أكرم زيدا ضَاحِكا.
والعداوة حينئذ بين آدم وإبليس موجودة.
أو تقول: إنها مأمور بها ولا يلزم عليه شيء لكن هذا إن كان إبليس داخلا في الأمر.
قال ابن عطية: المخاطب بالهبوط آدم وحواء وإبليس والحية؟
وقال الحسن: آدم وحواء والوسوسة.
قال ابن عرفة: أي عدو الوسوسة.
وقال غيره: والحية.
لأن إبليس قد كان إهبط.
قال: وإذا قلنا: إنّ الأمر لآدم وحواء وإبليس، فيكون في الآية دليل على جواز إطلاق لفظ البعض على أكثر من النصف. اهـ.